latest release
القطب الأوحد
خطر سد النهضة
خبير الخرائط والملاحة الجوية ونظم المعلومات الجغرافية والاستشعار من بعد
الذي أدّى إلى غرق مدينة المناقل العام الماضي 2022 ، وقوعها في المجرى الأصلي للنيل الأزرق، قبل أن تسنده الروافد ليقوى تياره فيصعد هضبة الخرطوم ويتجه شمالاً ويلتقي بالنيل الأبيض في المقرن. كان مسار النيل الأزرق قديماً يشق مشروع الجزيرة غرباً في الميعة التي تفصل مشروع الجزيرة عن مشروع المناقل، ويكوِّن دلتا على النيل الأبيض شمال مدينة الدويم. ثمّ يعبر النيل الأبيض غرباً ويلتقي بوادي المقدّم المتجه شمالاً غرب أمدرمان إلى كريمة ليلتقي بالنيل مرة أخرى.
لكن قطع الأشجار في المنطقة غرب النيل الأبيض وحول وادي المقدم شمال الدويم، شجّع التصحر فغمرت الرمال مجرى النيل الأبيض التاريخي فاتجه شمالاً إلى الخرطوم.
فإذا أردنا تأمين الخرطوم ومدن أخرى من خطر الغرق، إن حدث طارئ _لاقدّر الله_ لسد النهضة، فعلينا إحياء المجرييْن التاريخييْن للنيل الأزرق والنيل الأبيض، بحفر قناة من النيل الأبيض الحالي شمال الدويم، لتصل بالمجرى التاريخي بوادي المقدم فينساب الماء به غرب أم درمان شمالاً إلى كريمة. وتنظيف الميعة التي تشق مشروع الجزيرة المارة بالمناقل غرباً إلى الدلتا الصابّة في النيل الأبيض شمال الدويم .
وبذلك تتوزّع المياه الناتجة عن الفيضان من سد النهضة عبر الجزيرة غرباً من المناقل في الميعة التي يظهر مجراها بصور الأقمار الصناعية، وتفريعها مرة أخرى على النيل الأبيض ووادي المقدّم، فنجنب الخرطوم خطر الغرق المحقق، ونستفيد من المياه بعد ترويضها لري كل المناطق غرب النيل الأبيض وغرب أم درمان شمالاً حتّى كريمة. وهذا مشروع فائدته الاقتصادية أكبر من مشروع الجزيرة إن شاء الله. ويزيد تفريع المياه من حصة الشقيقة مصر ولا ينقص منها، مع فائدة السودان أيضاً.
هذا إذا أردنا للسودان أن يصبح فعلاً القطب الأوحد وسلّة غذاء العالم.
تفاصيل أكثر مع الخرائط في الكتاب : ( السودان، القطب الأوحد ).